سواحل شيلا وغاباتها.. موطئ قدم جديد للسياح العرب في تركيا
في الشمال الشرقي لمدينة إسطنبول، مقابل ساحل البحر الأسود، وبين الجبال والهضاب، تتربع قرية شيلا التركية، لتأخذ مرتاديها من السياح العرب إلى عالم آخر، مليئ بالراحة والسكون.
شكلت المنطقة والتي تبعد نحو 50 كم عن مدينة إسطنبول، موطأ قدم جديد للسياح العرب في تركيا، حيث باتت في الخمس سنوات الأخيرة تستقطب السياح من الداخل والخارج.
قرب هذه المنطقة الساحلية من مدينة إسطنبول، وتكلفتها الرخيصة، وغناها الجغرافي بالجبال والغابات الكثيفة، وخدماتها المتنوعة من المخيمات والمطاعم والفنادق، عوامل شجعت على جذب السياح العرب صوبها، لقضاء أجمل الأوقات الممتعة مع أسرهم.
أما عن الساحل في شيلا، فيمتد على طول 59 كم على ساحل البحر الأسود ويتميز برماله الذهبية اللامعة، ومياهه الزرقاء النظيفة التي تصلح للاستجمام والسباحة.
كما تضم القرية هضبة كوم بابا العلاجية الشهيرة، والتي يقصدها الزوار بغرض استخدام رمالها للعلاج من الأمراض.
وتشتهر المنطقة بكثرة المخيمات الصيفية بها، عبر الخيم المنتشرة داخل الغابات، حيث يقوم السائح باستئجار خيمة له حسب عدد أفراد عائلته، وبأثمان لا تتجاوز حاجز الـ 15 دولار.
وعن طبيعة طقس منطقة شيلا في فصل الصيف فهو من معتدل لمتوسط الحرارة، بسبب إطلالة المدينة على البحر الأسود.
وقال “علي فرات”، مدير مخيم”ريفير” والتي تعني بالعربية (النهر)، “بدأنا نشهد بالآونة الأخيرة ارتفاعا بأعداد السياح القادمين إلى المنطقة لقضاء عطلة الصيف”.
وأضاف للأناضول أن “مئات السياح العرب يأتون إلى المخيم بكل موسم، من السعودية وفلسطين والأردن وسوريا”.
وأوضح أن “التوجه العربي الجديد للإقامة في خيم وبيوت خشبية معلقة فوق الأشجار، سببه عدم تفضيل السياحة الروتينية المعتاد عليها كالفنادق وغيرها، فباتوا يفضلون مثل هذه السياحات بين أحضان الطبيعة”.
وتشير أرقام وزارة الثقافة والسياحة التركية، أن أعداد السياح القادمين لتركيا خلال الثلث الأول من العام الجاري، أي من يناير/كانون الثاني حتى أبريل/نيسان، سجلت 8 ملايين و735 ألفًا و268 سائحًا أجنبيًا.
وتلك الأعداد تمثل زيادة قدرها 12% عن العام السابق؛ حيث بلغت في نفس الفترة العام الماضي 7 ملايين، و783 ألفا و967 سائحًا، أكثر من 40% منهم زاروا إسطنبول وحدها.
ومع دخول صيف العام الحالي 2019، بدأ عشرات الآلاف من العرب بالتوافد على تركيا لقضاء العطلة الصيفية في عموم البلاد.
وعن جدارة، تعد تركيا الوجهة السياحية الأولى بين دول الشرق الأوسط، بفضل انخفاض التكلفة السياحية بها، واحتوائها على خليط من الثقافات الشرقية والغربية.
وحقق قطاع السياحة في تركيا خلال 2018، رقما قياسيا بـ40 مليون سائح أجنبي، وفق أرقام رسمية.
وتجمع تركيا بين سياحة الأعمال والمؤتمرات، وسياحة الشواطئ، والسياحة الثقافية والدينية، بجانب سياحة الاستجمام، والسياحة الأثرية.
وتسمح القوانين التركية بالإقامة فيها بفترات متفاوتة، فضلا عن تسهيلات كبيرة في الدخول إليها.