الكومبير الحار.. وجبة العرب المفضلة أمام البوسفور شتاء

الكومبير الحار.. وجبة العرب المفضلة أمام البوسفور شتاء

الكومبير الحار.. وجبة العرب المفضلة أمام البوسفور شتاء

في منطقة “أورطة كوي”، وتحت جسر إسطنبول المعلق الأول المعروف بجسر “شهداء 15 تموز”، يتوافد آلاف السائحين العرب على المنطقة.

يستمتع السائحون بتناول وجبة “الكومبير” على ساحل مضيق البوسفور، وتحت الجسر الساحر الشهير.

بمجرد دخول منطقة “أورطة كوي” (القرية الوسطى)، ستقع عيناك على عشرات الأكشاك والبسطات الصغيرة التي تعمل على إعداد وجبات الكومبير.

و”الكومبير” ثمرة كبيرة من البطاطس مشوية بالفرن، يتم شقها من المنتصف وعجنها مع الزبدة والجبنة، قبيل وضع مختلف أنواع السلطات الباردة والبقوليات والنكهات الأخرى عليها.

المنطقة النشطة شتاء، والساهرة ليلا، على مضيق البوسفور، يقصدها مئات الآلاف من السائحين العرب للاستمتاع بالمذاق اللذيذ للوجبة الشهيرة.

وتقع المنطقة في الشطر الأوروبي من إسطنبول، وتطل على مضيق البوسفور الذي يمتد أكثر من 30 كم.

على ساحل أورطة كوي، تنتشر عشرات من أكشاك “الكومبير”، ولا يكاد يمر زائر إلا ويحمل بين يديه هذه الوجبة، ليحجز لنفسه مكانا على أحد المقاعد المطلة على الطرف الآسيوي للمدينة، لمشاهدة تلاطم أمواج البوسفور، وتحليق طيور النورس، والسفن التجارية والسياحية التي تقل السياح من كل حدب وصوب.

ومضيق البوسفور يعتبر الممر المائي بين بحري مرمرة والأسود، ويفصل بين القارتين الآسيوية والأوروبية، ويطل عليه سور القسطنطينية الشهير، وهو أحد أجمل مناطق المدينة، بل العالم، لما له من إطلالة جميلة، وأهمية استراتيجية كبيرة للغاية.

وجرت العادة أن يقوم السائحون العرب بشراء الكومبير، والتي تعتبر الأكلة الأشهر في المنطقة التي يرتادها العرب، ويذهبوا بها إلى الساحل الممتد لنحو كيلومتر واحد.

وتوفر البلدية مئات المقاعد الخشبية الجميلة، على الساحل المطل على الطرف الآسيوي لإسطنبول.

السائحة السعودية “مروج ميرو”، تقول إنها “تجولت في العالم كثيرا، وجدت تركيا أجملها، لا سيما في فصل الشتاء المتميز عما سواه من الفصول”.

وتضيف: “كلما قدمنا إلى تركيا لا بد لنا من تناول وجبة الكومبير، سنستمر في القدوم إلى هنا دائما، ونتمنى أن تستمر تركيا من أفضل إلى الأفضل”.

وتشير: “نجد أن أفضل الوجبات في فصل الشتاء هي وجبة الكومبير، لا سيما أنها حارة ونتناولها عند البحر وتحت جسر الشهداء في هذا المنظر الجميل”.

وعبرت قائلة “بالنسبة إلى سياحتنا الشتوية في تركيا، الجو بارد كثيرا بالنسبة إلينا، لكنها ممتعة جدا في نفس الوقت، والمناظر هنا نجدها أجمل”.

“أكلة الكومبير لذيذة ومفيدة للغاية، لما تحتويه من مكونات، وأكلها على ساحل البوسفور أمام البحر يمنحها مذاقا مختلفا”.

هكذا عبر السائح السعودي محمد المحسن بعد أن التقطته كاميرا الأناضول جالسا على مقعد خشبي بساحل البوسفور، يتأمل المدينة التي سحرت ألباب زوارها.

وقال المحسن، إن “الزيارة إلى تركيا عموما وإسطنبول تحديدا بفصل الشتاء في غاية الجمال والروعة”.

ويضيف: “الأجواء تجدها في كل الأوقات ممتعة خلال هذا الفصل الجميل، وفي هذه الأجواء حتى نفسيتك تتغير، وينتعش الجسد”.

من جهتها، تقول السائحة الفلسطينية لبنى العيسى، إن الأجواء هنا جميلة، وكل من يخوض التجربة يرجع لتكرارها، فمن ناحية الطعام والمشتريات والتسوق رخيص للغاية، والمعاملة مميزة وجيدة”.

وأشارت إلى أن أنها تزور إسطنبول حاليا، وتفكر بالعودة مرة أخرى بعد شهرين، نتيجة المميزات السياحية التي وجدتها.

وتضحك العيسى وتقول إنها قبل الرحلة كانت تخشى البرودة بشدة، لكن التجربة أثبتت أنها ممتعة، ومقارنة بالصيف وجدنا هذا الفصل أروع.

ولفتت إلى أنه يتم إعداد وجبة الكومبير في القدس بعد أن تعلمناها من الإخوة الأتراك، لكنها هنا لذيذة أكثر، وميزتها أنها دافئة بجانب البحر.

وجسر “شهداء 15 تموز” كان يسمى “جسر البوسفور” قبل المحاولة الانقلابية الفاشلة في 15 يوليو / تموز 2016، حيث تم تغييره إلى الاسم الجديد، تمجيدا لشهداء تلك الليلة.

** العطلة الشتوية

ومع دخول شتاء عام 2018، بدأ عشرات الآلاف من العرب بالتوافد إلى تركيا لقضاء العطلة الشتوية في عموم الولايات التركية.

وتركيا هي الوجهة السياحية الأولى بين دول الشرق الأوسط بفضل انخفاض التكلفة السياحية بها، واحتوائها على خليط من الثقافات الشرقية والغربية.

وتجمع تركيا بين سياحة الأعمال والمؤتمرات، وسياحة الشواطئ، والسياحة الثقافية والدينية، وسياحة الاستجمام، والسياحة الأثرية.

وتسمح القوانين التركية بالإقامة من 30 إلى 90 يوما، دون الحاجة إلى تأشيرة سياحية لعشرات الدول، وهو ما يلعب دورا كبيرا في استقطاب السائحين.

وتشير بيانات رسمية حصلت عليها الأناضول، إلى أن إيرادات السياحة في تركيا بلغت في النصف الأول من العام الجاري نحو 11.5 مليار دولار.

ويتوزع هذا المبلغ على 9.5 مليارات دولار نفقات للسائحين الأجانب البالغ عددهم 16 مليونا في الفترة نفسها، وملياري دولار تمثل عائدات السياحة الداخلية.

وتشمل نفقات السائحين الأجانب 2.5 مليار دولار في المطاعم التركية، ومليارا و735 مليون دولار في النقل الدولي، ومليارا و413 مليونا في المبيت.

واحتلت تركيا عام 2017 المركز السادس عالميا من حيث استقطاب السائحين، إذ بلغ عددهم نحو 39.9 مليونا.

وفي العام نفسه، بلغت عائدات السياحة التركية نحو 26 مليار دولار.